المشهد الأن في ميدان
التحرير تشعر أنة إعادة لمشهد تكرر كثيرا قبل ذلك و بنفس الأسلوب و الفكر , فعندما
تستشعر الثورة الخطر تكون الدعوة الي مليونية لصد هذا الخطر وعادة يكون الأسم مناسب
لطبيعة ونوع الخطر نفسة وهذه المليونية
ملوينية العزل السياسي و أعادة المحاكمة هي رد فعل طبيعي لحكم المحكمة الأخير في
قضية مبارك و نظامة و أستمرار شفيق في سباق الرئاسة وهو تجسيد واقعي لنجاح الثورة
المضادة في تحقيق أهدافها , لذا كان الرد من خلال مليونية العزل السياسي ولكن
للأسف كالعادة فقد دب الأنقسام و الأنشقاق بين القوي في تلك المليونية والسبب هوهو
ماتغيرشي ( الأنانية و تفضيل المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة ) لذا فقد تحول
الهدف الرئيسي من تطبيق قانون العزل السياسي و اعادة المحاكمة الي الهدف القديم
المتمثل في أنشاء مجلس رئاسي مدني وهو ما ذهب إلية أنصار ابو الفتوح و حمدين و
البرادعي مؤخرا فور لحظة هبوطه في المطار(عندما صرح أن مصر غير مستعدة للأنتخابات
ولا بد من تشكيل مجلس رئاسي مدني ) ,لكن الشئ المستغرب هنا أن هؤلاء فيما سبق نادوا بالديمقراطية اللتي تعكس أرادة
الشعب من خلال الإنتخابات و ما أفرزتة من نتائج , نراهم الأن ينقلبون عن مواقفهم
السابقة و يفعلون عكس ماقالوا تماما , فأرادوا ألغاء هذا الأنتخابات علشان أبو
الفتوح و حمدين و خالد علي لم يحققوا فيها الفوز يعني لو لم تأتي بنا الإنتخابات
يبقي ننقلب عليها ونعمل مجلس مدني و نطلب من مرسي يتنازل عن حقة اللي منحة لة
الناخب , منتهي الأنانية و الطموح الشخصي فعلا (خصوصا أذا أخذنا في الأعتبار أنهم
قبل الأنتخابات فشلوا أيضا في تكوين فريق رئاسي ) والذي يصب في النهاية في مصلحة
شفيق وهذ أمر يعلمة الجميع ولا يجوز التحجج بأي حجج واهية يعلم خباياها كل متابع
للحراك السياسي الأن , و اذكر في هذا السياق موقف أبو الفتوح والبرادعي و حمدين من
مؤيدي حازم أبو أسماعيل و كلامهم عن أحترام القضاء و عدم تحقيق الهدف بالعنف و
القوة , نراهم الأن يفعلون عكس ماقالوا بوضوح فرفضوا نتائج الأنتخابات و أصروا علي
تكوين مجلس رئاسي ,الهدف في ظاهرة يخدم المصلحة العامة ولكن في باطنة هو التخلص من
مرسي و من سيطرة الأخوان وهو ما يعتبر نفاق سياسي ظاهر للعيان , هذا المشهد تكرر في
المليونية اللتي شهدت أحداث محمد محمود الأولي و اللتي نزل فيها أبو أسماعيل و أبو
الفتوح و حمدين و العديد من القوي السياسية
بأهداف معينة ومحدده سلفا و أتضح فيما بعد ان القصة كلها الهدف منه تشكيل مجلس رئاسي مدني تحت رئاسة
البرادعي و كالعادة دب الخلاف بين الجميع حينذاك وفشلت تلك المليونية, اما الشئ
الخطير الذي تغافل عنة هؤلاء هو أنة لابد من ضمان الدعم الشعبي لمليونية العزل
السياسي وعدم الأنجرار وراء الطموح الشخصي فالشعب ثار وغضب من أجل أعادة محاكمة
مبارك و نظامة ومن أجل تطبيق العزل السياسي علي شفيق و امثالة , لكن عندما يري أن
المليونية تحولت الي مطلب مجلس رئاسي مدني
و أن المصالح الفردية و ظهور الصراعات و الخلافات هي السمة السائده في
الميدان, فأنة بطبيعة الحال لن يدعم تلك المليونية كما هو متوقع وهو الرهان الذي
تلعب علية الثورة المضادة ومن يقف من وراءها, لذا فعلي جميع القوي السياسي البعد عن الأنانية
و الطموح الشخصي الذي يفرق ولا يجمع وجب عليها أستغلال الغضب الشعب من الحكم
الأخير في قضية مبارك و القيام بتوحيد صف الثورة وعدم الأتيان بأفعال أو تحركات من
شأنها أن يصل شفيق لرئاسة مصر , لأن الواقع يقول أن الأنتخابات سارية حسب الخطة
الموضوعة و أن أي تحرك من حمدين أو البرادعي أو أبو الفتوح في سبيل إلغاء تلك
الأنتخابات و أعادتها ,سوف يأتي بتأثير سلبي علي مصداقيتهم بشكل خاص وعلي ثقة
الشعب فيهم وفي الثوار بشكل عام.......
No comments:
Post a Comment