فكرة العولمة بإيجاز شديد بتتكلم عن صراع الحضارات أو الثقافات ومحاولة تغليب ثقافة على أخرى و طمس بقية الثقافات و تتجسد بشكل واضح وجلى فى الصراع بين الثقافة الغربية والثقافات الشرقية والعربية على وجة الخصوص فمع ظهور الثقافة العربية وخصوصا الأسلامية و انتشارها بشكل كبير حتى وصلت الى أكبر البلاد الأوربية ومنها على سبيل المثال الحضارة الأندلسية فى اسبانيا . من هنا احس الغرب بخطورة الحضارة والثقافة القادمة من بلاد الشرق وخصوصا الثقافة الأسلامية اللتى استطاعت ان تحتضن جميع الشرائح و الهويات الاجتماعية وتختزنها فى ثقافة واحده . ومن هذه اللحظة ظهرت فكرة العولمة ولكن ليست بشكل صريح فتمثلت فى بادئ الأمر بالغزوات و الحروب على البلاد العربية و أخذ خيراتها و طمس هويتها الثقافية .لكن هذا الأسلوب أستطاع ان يأخذ خيرات تلك البلاد ولم يقضى على هويتها الثقافية و مصر هى خير شاهد على ذلك, فمصر معروفة بأنها تستطيع أحتضان ثقافات أخرى و لكن فى النهاية تلفظ تلك الثقافات و تحتفظ بالهوية الثقافية المصرية.من هنا لجأ الغرب الى تغيير الوسائل المعتاده للعولمة فبالأضافة الى سياسة الأحتلالات العسكرية المرهقة ماليا اعتمد على أسلوب جديد للعولمة وهو مايسمى بالغزو الفكرى المعتمد على التلاعب فى عقول المواطنيين العرب وخاصة طبقة الشباب منهم والموبايل هو من أهم وأخطر أدوات الغزو الفكرى لأنه يسهل لك عمليه الاتصال بالأخريين و التأثر والتأثير فيهم فى اى مكان وفى أى زمان بالصوت والصوره, ثم ياتى من بعده أجهزة الدش او الساتاليت و الانترنت و بالأخص المواقع المجتمعية مثل فيس بوك و تويترز و الماسينجرات و للأسف نجحت هذه الأدوات الى حد بعيد فى أحداث تغيير فى فكر والهوية الثقافية للشخصية العربية وهوما يصب فى مصلحة العولمة و صراع الحضارات وتغليب الثقافة الغربية على الثقافة العربية , فظهر مصطلح الأمريكانيزييش وهو ببساطة فرض نمط الثقافة والحياة الأمريكية على الدول العربية وهو مانراه ونلمسة فى الشارع العربى والمصرى بوضوح شديد . لكن النجاح الذى حققتة العولمة و وسائلها المختلفة أصطدم بشئ لم يكن فى حسبان الفكر الغربى وهو ثورات الربيع العربى و اللتى فى مجملها سوف تقضى على جميع الأنتصارات اللتى حققتها العولمة الغربية وهذا ما أستشعرتها الدول الغربية و أمريكا , خصوصا ان التيارات الأسلامية تشكل 90% من تركيبة تلك الثورات مما يعنى طمس كل ماجائت به وسائل العولمة و الأحتفاظ بثوابت الهوية الثقافية العربية وهو ما يخشاه الغرب . لذا نراهم لجأوا الى دعم المجموعات والقوى اللتى طالتها وسائل العولمة والغزو الفكرى و اللتى تأثرت بالثقافة الغربية ونمط الحياه الغربية و بالأخص الأمريكية, فظهرت لنا خصوصا على الساحة المصرية قوى و مجموعات تعمل بشكل منفصل عن أرادة الشارع المصرى مثل حركة 6 أبريل و الجمعية الوطنية للتغير السلمية و شباب ماسبيروا و الثوار الأشتراكييين أو الأشتراكيون الجدد و احتمال ظهور تيار أخر هو الأسلاميين الجدد وهو بطبيعة الحال لن ينتمى الى الاخوان المسلميين ولا السلفيين , كل هذه الحركات فى مجملها سواء كانت تدرى اما لا هى عباره عن خط دفاع عن مكتسبات فكرة العولمة والغزو الثقافى فى مواجه القوى الأخرى اللتى مازالت تحافظ على الهوية الثقافية المصرية بعنصريها المسلم و المسيحى واللتى تريد أن تصل الى الحرية و العدالة و الديمقراطية و تحقيق باقى أهداف الثورة بناء على مرجعية وطنيه نابعه من الشارع المصرى وليست قادمة من الخارج
No comments:
Post a Comment