كنت ذكرت سابقا أن الملف الأيرانى الأمريكى من أكثر الملفات الدولية تعقيدا نظرا لطبيعة العلاقة بين إيران و الغرب , فهذا الملف فى تحركة يشبة سلسلة من التروس المتشابكة أذا تحرك ترس واحد تحركت كل التروس تباعية , فهو يحوى حزب الله اللبنانى و الوضع الحدودى مع أسرائيل و أمنها , كما يحوى أيضا القواعد العسكرية الأمريكية فى دول الخليج و اللتى ثبت أنها فى متناول الصواريخ الأيرانية و اللتى تستطيع أيضا الوصول الى أى هدف فى الأراضى الأسرائيلية وألى بقايا القوات الأمريكية فى العراق , حتى قوة الردع الأمريكية المتمثلة فى سلاح الطيران لن تشل قواعد الصواريخ الأيرانية . ناهيك أيضا أن السفن الحربية الأيرانية قامت بمناورات أستعراض قوة فى المياه الأقليمية ولا ننسى عبور أحدى السفن الحربية الأيرانية من قناة السويس الى المياه الدولية منذ 3 أشهر , وكذلك يحوى هذا الملف علاقات كل من أيران و أمريكا مع الصين و روسيا و اللتى من الواضح أنها تصب فى مصلحة أيران فى أتجاه عدم التصعيد العسكرى و وتفضيل مبدأ الحوار و المفاوضات ,وأخيرا لا ننسى الملف السورى و الثوره هناك.
كل هذا الملفات المعقده و المتشابكة لا تقلل من القدرة العسكرية الأمريكية أذا أرادت اللجوء أليها لكن المشكلة هى تداعيات الحل العسكرى فى تحريك كل هذه الملفات و بالأخص خطورتة على أمن أسرائيل,ومع الأخذ فى الأعتبار أن كل الحكومات الصديقة للأدارة الأمريكية قد سقطت أو فى طريقها الى السقوط مما يعنى صعوبة أيجاد الدعم اللوجيستى لأى تحرك أمريكى ضدد إيران . لذا نجد فرنسا (اللتى لها قاعدة عسكرية فى أبو ظبى و أتفاقية دفاع مشترك مع الأمارات ) و أمريكا بلجؤون الى أسلوب الحصار الأقتصادى على إيران فساركوزى يدعوا أوربا الى تجميد أرصدة البنك المركزى الأيرانى و كذلك فرض عقوبات أقتصادية على صادرات النفط الأيرانى . والغريب أن فرنسا و امريكا يعرفون أن إيران لن تتأثر كثيرا بهذه العقوبات لأن نسبة 77% من صادرات النفط الأيرانى تذهب الى الهند و الصين و الباقى الى أوربا ,أضف الى ذلك أن العديد من دول أوربا غير متحمسة لفرض عقوبات أقتصادية على أيران. أذا مالهدف من وراء كل هذا التصعيد ضدد إيران ؟؟؟ أعتقد أن الهدف هو ممارسة مزيد من الضغوط فى محاولة أرجاع أيران الى مائدة المفاوضات و المناقشات حول برنامجها النووى و القبول بشروط أمريكا و أوربا و أعتقد انه يهدف أيضا الى الضغط على أيران للتخلى عن نظام بشار الأسد ووقف تقديم الدعم له . وأعود لأكرر أن أيران مارد خرج من القمقم و من الصعوبة أرجاعة لهذا القمقم مرة أخرى .
No comments:
Post a Comment