في كل بلدان العالم التي
تتمتع بنظام ديمقراطي حر من أن الطبيعي أن نجد أغلبية و أقلية سلطة حاكمة ومعارضة, و من الطبيعي أيضا أن المعارضة و سلطة
الحكم هدفهم هو تحقيق المصالح العليا للبلاد ولكن الأختلاف يكمن في أن لكل فريق
منهم رؤية سياسية مختلفة في الوصول للمصالح
و الأهداف العليا للبلاد ببساطة فالأختلاف بينهم يكمن في طرق ووسائل تطبيق هذه
الرؤي السياسية دون الإخلال بالمصلحة العليا , أما ما نراه الأن في المشهد السياسي
في مصر فهو شئ غريب لا نراه إلا في البلاد ذات النزعة الإنقلابية فأننا أمام فصيل
معارض سبق له و أن أرتضي بنتائج الممارسة الديمقراطية و التي علي أثرها خسر العديد
من المعارك الأنتخابية من أبرزها الأستفتاء الأول علي التعديلات الدستوري تلاها
خسارة أنتخابات مجلس الشعب و الشوري ثم خسارة أنتخابات الرئاسة و أخيرا خسارة
الأستفتاء علي الدستور , ومع ذلك نجد أن المعارضة في مصر تقول أنها صاحبة الأغلبية
و أنها تمثل جموع الشعب المصري مع أنها متاكده أن الأغلبية من الشعب المصري لم
يراهن عليها لتقود البلاد في تلك الفترة , وهي في سبيل تعزيز ما تدعوه نراها مرة
تقول أن معظم هذه الأنتخابات و الأستفتائات مزورة و تارة تقول أن الشعب المصري لا
يفهم و أمي و بالتالي لا يعرف أختيار من يمثلة , وتارة أخري تقول أن من لهم حق التصويت لا يمثلون كل الشعب المصري ,
وتارة أخري يدعون أن الدستور قد قسم الشعب المصري الي فصيلين , بصراحة أعتقد أنها حجج
واهية و غير منطقية التي تقدمها المعارضة بقيادة جبهة الأنقاذ الوطني وهي دليل علي
الإفلاس الشديد لتي تعاني من هذه الجبهة سواء إفلاس في التواصل مع جموع المصريين و
إفلاس في وضع أستيراتيجية واضحة و ثابتة تتحرك من خلالها ولا تتغير بتغير المواقف
افلاس حتي في التعاون مع الأوضاع الجديدة التي أفرزتها التجربة الديمقراطية في مصر
, ألم تنظر المعارضة و جبهة الأنقاذ الوطني كيف تتم الممارسة الديمقراطية في كل
الدول الديمقراطية ألم تنظر الي الأنتخابات الأمريكية و كيفية تقبل كلا الحزبين
الجمهوري و الديمقراطي لنتائج الأنتخابات , ألم تعلم أن نسبة 40% فقط ممن لهم حق التصويت
هي التي شاركت في الإنتخابات الأخيرة هناك وليست كل الكتل التصويتية , ألم تعلم
جبهة الأنقاذ أن أعلي نسبة توافق علي دستور كانت 61% ولم ينتج عنها أي أنقسام في
تلك المجتمعات.
الشئ الأكيد هنا أن المعارضة بقيادة جبهة الإنقاذ
الوطني تعلم علم اليقين كل ماسبق و أكثر , لكن الحقيقة ان جبهة الأنقاذ الوطني
بقيادة ساقطي الأنتخابات الرئاسية قد حسمت أمرها وحددت أهدافها و التي في كلا الأحوال
لن تخرج عن أغراق المؤسسة الرئاسية في جو من المعارضة بشكل دائم في كل صغيرة أو
كبيرة تخرج عن المؤسسة الرئاسية بهدف التشويش و عرقلة الرئاسة عن الوفاء
بإلتزاماتها تجاة الشعب و إظهار الرئيس مرسي في مظهر العاجز عن القيام بمهامة
الرئاسية وتحمل مسؤلياتة و بالتالي لا
يكون للرئيس مرسي ولا لجماعة الأخوان أي فرصة في التكملة لفترة رئاسية ثانية ,
فهذه الجبهة حتي هذه اللحظة و التي يجتمع فيها مرسي مع هشام قنديل للبحث في
تعديلات وزارية ترفض تلبية دعوات الحوار الوطني ترفض الدستور الذي اقرة الشعب تشكك
في كل القرارات و التوصيات التي تخرج عن مؤسسة الرئاسة , لن تقبل بالتعديلات
الوزارية التي متوقع حدوثها اليوم أو الغد , وبدأت في الدعاية المبكرة لأنتخابات
مجلس الشعب القادمة عن طريق الملف الأقتصادي و اللعب علي تخويف و إرهاب المصريين
من أن البلد علي حافة الأنهيار الأقتصادي و كأننا دولة عديمة الموارد دولة لا
تمتلك العديد من الموارد المتنوعة و المتعددة كأننا دولة أقتصادها يقوم علي مورد
واحد , مصر و التي علي مدار تاريخها لم تتعرض للإفلاس حتي في السبع سنوات العجاف
في عهد يوسف علية و علي نبينا أفضل السلام لم تنهار أقتصاديا , تأتي ألينا كتيبة
ساقطي الرئاسة بقيادة حمدين و عمرو و البرادعي
و شفيق بدعم إعلام البزنس و أموال الإمارت وتقول أن مصر تعاني أنهيارا
إقتصادي , طبعا هذا لا ينفي وجود عجز إقتصادي وخصوصا عقب ثورة 25 يناير وهذ شئ
طبيعي يحدث في الكثير من البلدان لكنة ليس بالكيفية التي تزعمها جبهة الأنقاذ
الوطني و أعلامها المضلل.....
No comments:
Post a Comment