مؤسسة إستاندرأند بوورز من اشهر المؤسسات المتخصصة في دراسات سوق المال وفي التحليل الأقتصادي لأكثر من 128 دولة , وهي تقوم بعمل تصنيف إئتماني لهذا الدول , ومؤخرا قامت استاندرد أند بوورز بخفض التصنيف الإئتماني لمصر الي المستوي بي هذا المستوي يكون للإقتصاديات التي تعاني من شبة عجز في الميزان التجاري لكنة في كلا الأحوال لا يعني الدخول في مرحلة الإفلاس كما يروج لة إعلام البزنس في مصر , لكن قبل الدخول في بعض التفاصيل هنا أود أن أوضح أن إستاندر أند بوردذ في قيامها بهذا التصنيف المالي فأنها تعتمد علي عدة معايير كثيرة و متنوعة لكن أهمها هو معيار الأحتياطي النقدي لكل دولة , فهي تعطي درجة التصنيف الإئتماني بناء علي علاقة هذا الأحتياطي النقدي مع إلتزمات الحكومة وخاصة فيما يرد في الموازنة العامة لكل دولة . لكن اللذي يجب أن نلاحظة هنا أيضا أن معظم التصنيفات الإئتمانية من قبل هذا المؤسسة تقوم علي تحليل الوضع السياسي وكيفية تأثيرة علي الوضع الإقتصادي بغض النظر عن تنوع او قلة موارد كل دولة, وعلية فأن التصنيف ليس ثابت وأنما هو تصنيف متحرك من المستوي الإيجابي الي المستوي السلبي و العكس صحيح بناء علي التطورات في الوضع السياسي , ويمكن توضيح هذا في ازمة الدين الداخلي الأمريكي العام الماضي و بسببها تم خفض التصنيف الإئتماني للولايات المتحدة الأمريكية , والوضع لم يخرج عن كونة صراع بين الديمقراطيين و الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي هذا الصراع السياسي هو السبب الرئيسي في حفض التصنيف الأئتماني لأمريكا فالرئيس الأمريكي كان قد عرض قرار ترحيل الدين العام علي الكونجرس لكن النواب الجمهوريين لم يقروا هذا القرار وأرادو تأخيرة و الضغط علي أوباما لإحراجة وحتي يدخل الأنتخابات القادمة في ظل أزمة أقتصادية , لكن عندما تم تمرير القرار من الكونجرس أنتهت حينها الأزمة وتم رفع التصنيف الإئتماني لأمريكا ليعود الي المكانة الطبيعية لة , و الإستدلال بهذا المثال هنا يبن لنا التشابهة بين الحالة المصرية والحالة الأمريكية فأساس المشكلة هنا في مصر هي صراعات سياسية بين مؤسسة رئاسية راغبة في تحريك العجلة الي الأمام و بين معارضة هدفها الرئيسي هو اسقاط مؤسسة الرئاسة و حكومتها وذلك عن طريق كثرة المظاهرات و الأحتجاجات و التشكيك في أي خطوة تقوم بها الحكومة و إشاعة جو من التوتر السياسي و الأمني و اللإقتصادي و الذي بدورة يدفع الي هروب رأس المال الأجنبي و المحلي من السوق المصري وبالتالي تتعرض البلاد الي أزمة أقتصادية و ينخفض التصنيف الإئتماني لها .
لكن الواقع و معظم الدراسات اللإقتصادية تقول أن البلاد التي تتميز يتنوع
الموارد من الصعوبة أن تتعرض للإفلاس لكن من الممكن أن تتعرض لأزمات إقتصادية (
بسبب سوء الأدارة و التخطيط و أنتشار الفساد ) هذه الدول المتنوعة الموارد و التي
لا يقوم أقتصادها علي مصدر واحد تتعافي من الأزمات الأقتصادية في وقت قصير عكس غيرها
من الدول أحادية المورد الإقتصادي , وبطبيعة الحال مصر من الدول المتنوعة الموارد
من زراعة و بترول وغاز ومعادن وصناعات ناشئة و قناة السويس و سياحة و نهر النيل
وموقع جغرافي إستيراتيجي وغيرها الكثير من الموارد التي تجعل من الأستحالة أن تصل
الي مرحلة الإفلاس .
وبرغم كل ذلك فأنني أستشعر أملا كبيرا أننا سوف
نستطيع أجتياز وعبور هذا الوضع الأقتصادي السئ فمع وضع دستور جديد للبلاد و مع
استمرار جلسات الحوار الوطني و قبول جبهة الأنقاذ المشاركة فيها ومع الحديث عن
تعديلات وزارية هدفها الرئيسي تحسين الأداء الإقتصادي ومع صدور قرارات أقتصادية
جريئة مثل تحرير سعر الصرف ومع وجود تحسن في الملف الأمني ومع تبني مبدأ الشفافية
و الصراحة و المكاشفة و مع البدأ في إستئصال رموز الفساد من الجهاز الإداري و صدور
قرارات جرئية من النائم العام في حق رموز النظام السابق , ومع التوجة إلي
إقتصاديات جديدة مثل تركيا ودول شمال وشرق أسيا كما جاء في توصيات منتدي القاهرة
الإقتصادي الإخير , كل هذه التحركات و الخطوات ماهي إلا رسائل مهمة لرأس المالي الأجنبي
و المحلي بأن مصر باتت علي أعتاب مرحلة جديدة من البناء و التنمية و مرحلة جديدة
من الأستقرار السياسي و بالتالي الأستقرار الإقتصادي و الذي بدروه سيعود بمصر الي مكانها الطبيعي في
التصنيف الإئتماني ويجعل مصر قبلة أستثمارية ضخمة في الشرق الأوسط و أفريقيا.....