معظمنا تابعا قضية
ما يعرف بخلية مدينة نصر و التضخيم الإعلامي الذي صاحبها و ما تضمنه هذا التضخيم
من إشارات إتهام الي مايعرف بالسلفية الجهادية و الخوف من تكرار تجربة الجماعات
الإسلامية في الثمانيات و التسعينات عندما لجأت الي أستخدام العنف ضدد أجهزة
الدولة و تكفير المجتمع,و ما أفرزته تلك الفترة من نبذ المجتمع المصري لإسلوب
العنف الذي إنتهجتة تلك الجماعات و البعد عنها وماتبعه من خروج كتب المراجعات و
اللتي أقرت فيها قيادات الجماعات خطأها في اللجوء الي استخدام العنف في تلك
الفترة,حتي أن القيادي في الجماعة الأسلامية طارق الزمر في تعقيبة علي أحداث خلية
مدينة نصر أكد علي أنة لا مجال لأستخدام العنف بعد ثورة 25 يناير وذلك لتغير الظروف
وتغير الأسباب.وهناك أكثر من سيناريو
تناول هذا الحدث سواء علي أنه من صناعة جهاز الأمن الوطني حتي يعطي الفرصة مرة
أخري للجهاز الأمني أن يرجع بقوة و يستعيد بعض من أساليبة وسلوكياتة و اللتي
حجمتها ثورة 25 يناير , أو أن هنالك بالفعل بعض المجموعات (و اللتي لا ترقي لمسمي
تنظيم ) عندها فكر ما يجيز لها أستخدام العنف ضد الدولة و أجهزتها. أنا شخصيا أميل
الي السيناريو الثاني لأن القصة وببساطة هي قصة فكر و ليس منهج لأن منهج المسلم
الصحيح قد أوضحة الرسول صلي الله علية وسلم في خطبة الوداع واللتي أوضح فيها الخطوط العريضة للشريعة
الأسلامية و اللتي شدد فيها علي حرمة دم المسلم
كما أنها تعتبر من أعظم و أول الوثائق اللتي تناولت موضوع الحقوق و الحريات
العامة ومنها حقوق الأنسان بشكل عام . ففكر استخدام العنف داخل المجتمع المسلم
الواحد هو فكر قائم علي تكفير نظام الحكم و تكفير أجهزة الدولة و بالتالي يحق لهم
استخدام العنف ضد الدولة و الجيش والشرطة , و الذي يؤكد هذا الطرح ما قالة أحد
أفراد مايعرف بخلية مدين نصر في تصوير فيديو من أنة يعلم أن الرئيس مرسي رئيس مسلم
ويسعي إلي تطبيق الشريعة الأسلامية ولكنة يقر بأن الرئيس مرسي لا يعتبر والي فهو
جاء عن طريق ديمقراطية كافرة كما جاء علي لسان هذا الشخص , خطورة الأمر هنا هو فهم
معني تحقق مبدأ الشوري في أختيار الحاكم وماهي أجراءات ومظاهر وطرق الشوري و هل هي
مقصورة بالشكل الذي ظهرت فية أيام الخلفاء الراشدين بغض النطر عن تغير الظروف و
الملابسات من حيث عدد المسلميين و من حيث المساحة الجغرافية اللتي يتم عليها تشاور
المسلميين في أختيار حاكمهم .من الواضح هنا وجود قصور في فهم معني الشوري عند أصحاب هذا الفكر لذا فأن
مواجهة مثل هذا الفكر يجب ان يكون عن طريق الفهم الصحيح لعلوم الدين و بالأخص فيما
يتعلق بالأدارة و الحكم في الشريعة الأسلامية ,يعني مواجهة فكر بفكر .
هذا جانب أما
الجانب الأخر من هذا الحدث هو خطورتة علي المشروع الأسلامي في الحكم و مدي نجاح
التجربة الأسلامية في مصر من عدمه , فالكل يقف ويتابع و يتربص لأسقاط التيار
الأسلامي في مصر سواء هذا التربص كان من الداخل او الخارج, وحدث مثل هذا الجميع أستغلة
ووظفة بشكل جيد للهجوم علي التجربة الأسلامية في الحكم في مصر وظهرت مصطلحات جديده
مثل السلفية الجهادية و المجموعات التكفيرية و قصة الرجوع الي العنف المسلح و
تخويف باقي جموع المسلميين من تداعيات وصول التيار الأسلامي للحكم مما يهز ثقة
المجتمع في الأسلاميين وهنا مكمن الخطورة , لكن للأسف التيار الإسلامي نفسة يساعد
أعدائة في تشوية صورته بين الناس فالمشهد الأن داخل التيار السلامي نجد انه ملئ بالصراعات
و المشاحنات و للأسف كلها صراعات و مشاحنات من أجل الوصول الي مكاسب فردية وخاصة
سياسية و انا اقولها بصراحة رغم مرارة الحقيقة هنا , فنجد بدلا من الوقوف تحت راية
واحدة و تدعيم التجربة الأسلامية نجد أن مظاهر الفرقة هي الواضحة لنا حتي الأن ,
فحازمون أنفصلوا عن التيار السلفي و انشأوا حزب جديد لهم و الجبهة السلفية في
طريقها لأنشاء حزب الشعب لها و عبد المنعم ابو الفتوح أنشأ حزب مصر القوية
بالإضافة الي الأحزاب الموجوده حاليا (الحرية والعدالة و النور و البناء والتنمية
و غيرها ) أضف الي ذلك أن هناك فرقة تنظيمية فهناك الأخوان المسلمون وهناك الجماعة
الأسلامية وهناك الجبهة السلفية وهناك الجمعية الشرعية وهناك سلفية الأسكندرية وهناك
سلفية القاهرة وهناك جماعة الأنصار اللتي ظهرت مؤخرا وغيرها وغيرها , فهل هذا هو
الطريق الصحيح للتوحد داخل التيار الأسلامي ؟ هل هذا التفرق يبعث علي الثقة في
أمكانية التعاون بين كل تلك الجماعات ؟ بصراحة وبدون أن نضحك علي أنفسنا أنا أري
أمكانية التعاون ضعيفة بين كل تلك القوي داخل التيار الأسلامية و أن هناك خلافات
داخلية سوف تظهر في الأيام القادمة و الأحداث القادمة كلا حسب الظروف وحسب نوع
الحدث و أقرب الأحداث القادمة هي مليونية تطبيق الشريعة الأسلامية بالأضافة الي
دعوة الرئيس مرسي في أحتفالية تنصيب البابا الجديد بابا الكنيسة الأرثوذوكسية فأنا
متوقع ظهور أختلافات ومواقف كثيرة متباينة من جميع القوي الأسلامية داخل التيار
السلامي فيما يتعلق بهذين الحدثين
اخيرا نرجوا من كل القوي الإسلامية العمل علي
توحيد الصفوف داخل التيار الأسلامي و العمل علي دعم التجربة الإسلامية في مصر و
البعد عن كل سلوك أو تصرف من شانه تشوية تلك التجربة فأنتصار ونجاح المشروع
الأسلامي في مصر هو ليس أنتصار للإخوان ولا السلفيين بقدر أنه أنتصار للشريعة
الأسلامية نفسها .....
No comments:
Post a Comment