المراقب للحملات الدعائية لمرشحي الرئاسة يرى انها تتسم بالحدة و الشدة فى النقد والى درجة التشوية و التشهير فى شخوص المرشحين أنفسهم وهذه للأسف ليست من فضائل الأخلاق وليست من أساليب الدعاية الأنتخابية المحترمة اللتى تقوم عليها الثقافة الأنتخابية السليمة , وهذا الأسلوب غير السوي فى الدعاية النتخابية لا أستثنى منه أحد فكل الفصائل السياسية و المجموعات المؤيدة قد وقعت فية ومارستة سواء ليبراليين او سلفيين أو أخوان , والذى أشعل هذه الحملات الدعائية الى هذه الدرجة مرجعة سببين ...
السبب الأول : الأنقسام الذى نشهدة حول تشكيل اللجنة الدستورية و الذى ألقى بظلالة على النهج غير السوي الذى تسير علية الحملات الأنتخابية والذى يتهم فية التيار الأسلامى و بالأخص الأخوان المسلميين بيهمنتهم على أعضاء اللجنة التأسيسية لوضع الدستور
السبب الثانى : هو ترشيح الأخوان لخيرت الشاطر على منصب الرئاسة هذه الخطوة اللتى عارضها البعض و أيدها الأخرون , و ان كنت شخصيا أرى أنه من حق أى فصيل سياسى أو أى شخص الترشح وهو حق أصيل كفلتة لة كافة الدساتير الدولية , بغض النظر عما يقال هنا فى ان الأخوان تراجعوا عن موقفهم السابق فى عدم ترشيح اى من كوادرها للرئاسة , ولكن الكل يعلم ان الممارسة السياسية تتسم بالمرونة و المناورة وأن المواقف السياسية تعتمد على وتتغير بتغير الظروف و الملابسات التاريخية المحيطة , فالأخوان رأوا أنهم لن يرشحوا أحد فى فترة الزخم الثورى فالشعب غالبيتة بمعظم حركاتة السياسية كان فى حالة ثورة يسعى لتطبيق أهداف الثورة واللتى فى مقدمتها محاسبة النظام السابق و فلول النظام السابق و رجال الأعمال الفاسدين و تفعيل قانون الغدر السياسى وغيرها من باقى الأهداف المعروفة , ولم يكن أحد يتصور أنة فى ظل هذه المطالب يقوم أناس محسوبين على النظام السابق بالترشح للرئاسة و الأدهى من هذا أن فرص أحدهما تكاد تكون قوية , و السبب فى ذلك يرجع الى التضيل الأعلامى الذى مارسة الأعلام الفاسد و الموجه بحرفية شديده و الذى ركز على تفريغ الثورة من مضمونها و التشكيك فيها وفيمن يقف ورائها و انها السبب الرئيسى فى ما يتعرض لة الشارع من أنفلات أمنى و تدنى المستوى الأقتصادى الى أدنى مستوياتة , المهم أن هذا الأعلام و للأسف نجح فى جعل قطاع من المصريين يستاء ( يقرف من الثورة و الحالة الثورية) ونجح فى تهيئة المناخ العام لأن يتقبل الشعب فكرة نزول أزناب النظام السابق سباق الرئاسة ودعمة لهم حتى يقفل ملف الرئاسة بأى طريق كان و الألتفات للأولويات فيما بعد . وهو ما لاحظة الأخوان المسلميين فقرروا الدفع بأقوي شخصية عندهم ( خيرت الشاطر ) بالرغم ما يقال عن رغبة الأخوان فى مساومة المجلس العسكرى على سحب الثقة من حكومة الجنزورى و بالرغم ما يقال عن الصدام بين الأخوان و المجلس العسكرى , وكذلك بالرغم ما يقال عن ان فرصة الشيخ حازم قوية لأن الشيخ حازم بحسب المؤشرات كان سيأخذ كل أصوات التيار السلفى أما الأخوان فأنهم كانوا سينقسمون بين حازم اسماعيل و عبد المنعم أبو الفتوح وهنا يجب ألا نتناسى أن الشعب المصرى ليس كلة أخوان وسلفيين فهناك العامة من الشعب وهم الشريحة الكبرى و الذي من الممكن ان يقعوا تحت تاثير الأعلام الفاسد , كما ان هناك أصوات الأقباط و اللتى أشك انها ستذهب للشيخ حازم بالرغم ما يقال ممن يديرون حملتة الأنتخابية , و كذلك يجب أن لاننسى أصوات الليبراليين و العلمانيين اللتى بطبيعة الحال لن تكون للشيخ حازم وهو مانشهدة على القنوات التلفزيونية و الأنترنت , من هذه الحسابات ولعبة الأحتمالات نجد ان المستفيدين من هذه كلة هم مرشحى الفلول و الذين سوف يعتمدون كما قلت فى مقال سابق على تفتت أصوات التيار الأسلامى ,
هذا بخصوص موقف الأخوان وترشيح الشاطر , نرجع الى بداية المقال و الخاص بالأعتراض على أسلوب الدعاية الأنتخابية الذى يعتمد على التشوية و التشكيك أكثر منه على الدعاية للمرشح فقط و للأسف يظهر هذا الأسلوب أكثر بين مؤيدى حازم ابو أسماعيل و مؤيدى الشاطر يعنى يظهر من داخل التيار الأسلامى وهو شئ لايجوز أن يخرج من أناس المفروض فيهم أن يتحلوا بقيم و أخلاق و تعاليم الأسلام فى ركن المعاملات , هذا الأسلوب الدعائى من الممكن ان يسئ لهذا التيار ويلقى بظلالة على نظرة الشارع المصرى لتلك التصرفات الصادرة من الطرفين , وايضا قد تلقى بظلالها أيضا على التجربة الأسلامية بشكل عام فى مصر , فكما نوهت سابقا ان التيار الأسلامى و بالأخص الأخوان المسلميين يتعرضون لحملة ممنهجة هدفها أسقاطهم و زعزعة ثقة الشارع فيهم و ادوات هذه الحملة تتمثل فى التضليل الأعلامي المنظم أضافة الى الليبراليين و فلول النظام السابق و كذلك يوجد هناك الضغط الدولي و للأسف من بعض دول الخليج واللتى تخشى المد الأخوانى و الذى سيطر على معظم ثورات الربيع العربى و بالأخص فى الشمال الأفريقى , لكنهم فى نفس الوقت يفضلون المد الأسلامى السلفى والذى هو أقرب الى الفكر السلفى فى معظم دول الخليج , فالهدف ليس اللجنة الدستورية وليس خيرت الشاطر أو حازم أبو أسماعيل و أنما الهدف هو أسقاط التجربة الأسلامية بشكل عام و اسقاط ثقة الشارع فيه وهو ما نجحوا فية سابقا من تشوية للثورة و أهدافها ومن يقف ورائها .........
No comments:
Post a Comment