الفوضي الخلاقة هى القدرة على أحداث الفعل و من ثم العمل فيما بعد على
أستغلال نتائج هذا الفعل أو الحدث و توظيفها بما يخدم مصالح فئة أو شخص معين ,
وأذا نظرنا لهذا التعريف البسيط نجد أنه ينطبق على معظم الأحداث اللتى مرت بها مصر
فى الفترة الأنتقالية منذ اللحظة الأولى لأندلاع الثورة بداية من أحداث الفتن
الطائيفية الى أحداث الفتن الكروية و أحداث الفتن بين القوي السياسية و الثورية فى
الميدان وخارج الميدان و مجمل هذا الأحداث يتم توظيفة بشكل جيد لتشوية الثورة
والثوار و ما جلبتة الثورة على المواطن البسيط من أعباء و أزمات بحيث يولد لدية شعور عدائي للثورة و كل مايرتبط
بالثورة وهو بالفعل مانجحت الثورة المضادة فى تحقيقة الى حد كبير .
وقضية أحتجاز أحمد الجيزاوي فى السعودية هي أخر الأحداث اللتى يتم توظيفها
حاليا لضرب العلاقات بين مصر و السعودية وهو ماحدث بالفعل فالبرغم من أن التحقيقات لم تنتة بعد مع
الجيزاوي إلا أن التصعيد أمام السفارات السعودية كان على أشده مما أستفز الجانب
السعودي فقام بسحب السفير السعودي فى مصر و أغلاق السفارة و المكاتب القنصلية
السعودية فى مصر ومن وجهت نظرى أعتقد أن رد الفعل السعودي رد مبالغ فية بشكل كبير
( خصوصا أذا أخذنا فى الأعتبار الأتهام الموجة للسعودية و بقية دول الخليج بالضغط
على مصر فى ملف محاكمة حسني مبارك و عدم الوفاء بما تعهدت بة من دعم لمصر بعد
الثورة ) فسحب السفير فى العرف الدبلوماسى هو الخطوة الأولي لقطع العلاقات
الدبلوماسية وهو أجراء للأسف أري فية أستغلال من الشقيقة السعودية للوضع المتدهور
فى مصر و يعكس نوع من أستعراض القوة لا يجوز مطلقا من دولة مثل السعودية تجاة مصر,وهذا
التصعيد الغير محسوب أضطر الحكومة المصرية اليوم الى تقديم أعتزار للسعودية وهو
أعتزار جاء على حساب ومكانة مصر ,قضية الجيزاوي تذكرنا بقضية الطبيب المصري فى
1994 بالرغم من خطورتها حينذالك فأن السعودية لم تفكر حتي فى سحب السفير السعودي ,
و أيضا أذكر الأخوة السعوديين أنة أيضا فى نهاية التسعينات و بداية الألفية
الثانية فى قضية المتهميين الأمريكان فى السعودية فأنة تم تسوية القضية ولم تبدي
ساعتها المملكة أي رد فعل مثلما فعلت اليوم مع مصر وهو نفس الوضع فى تعامل المملكة
مع الأيرانيين عندما قاموا برشق السفارة السعودية بطهران بالحجارة ولم تقوم حينها بسحب السفير . و أرجوا
أن أذكر الأخوة السعوديين أن العلاقة بين السعودية و مصر علاقة أخوية و
أستيراتيجية لا يجوز المخاطرة بها و التاريخ يؤكد هذا القول .
أما الحدث الثاني الذي يأتي فى سياق نظرية الفوضي الخلاقة و الذي من الممكن
توظيف نتائجة بشكل سئ ,فهو خاص بأعتصام أولاد أبو أسماعيل أمام مقر وزارة الدفاع و
هنا أود التاكيد على أنة كما سبق وان أدنت توجة 6 أبريل الى وزارة الدفاع فأن
موقفى هنا لم يتغير فالإدانة هنا أيضا تطيل أنصار الشيخ حازم بالرغم من كل
الأنتقادات الموجة للمجلس العسكرى و الأخطاء اللتى وقع بها ,فالكل يتفق على فكرة
الأختلاف مع المجلس العسكري لكن ليس الصدام معه ,ومن الواضح أن هناك من يحاول
الدخول عل هذا الأعتصام أمام وزارة الدفاع
محاولا توجيهة لخدمة مصالح معينه.
وأخيرا نأتي لأخر حدث وهو تأسيس حزب الدستور
الجديد تحت قيادة الدكتور البرادعى هذا الحزب و أن غلب علية الدعوة الى حماية
الثورة و أنقاذها من عملية الأجهاض المقصود ,إلا أن هذا الحزب لة هدف ثانى يتمثل
فى الوقوف فى مواجهة الأخوان المسلميين و حزب الحرية و العدالة و هو ما عكسة اليوم
التصريح الأول لعلاء الأسواني عقب الأعلان عن تأسيس الحزب والذي حمل هجوم عنيف على
الأخوان المسلميين ,وعلاقة نظرية الفوضي الخلاقة بتأسيس حزب الدستور تتضح فى أن
فكرة تأسيس الحزب كانت مطروحة لدي الدكتور البرادعى منذ حوالى 5 أو 6 شهور ولكن تم
أستغلال عنصرين مهمين فى تأسيس الحزب من أجل جذب الكثير من الأعضاء للحزب, عنصر
الزمن و التوقيت وعنصر حملة الهجوم على الأخوان المسلميين فى الشهريين الأخيرين فمنذ
6 شهور تقريبا كان نجم الأخوان عالى ولا يستطيع حزب جديد سحب السجادة من تحتهم
فكان لابد من الأنتظار و أستغلال حملة الهجوم عليهم مؤخرا للدعاية لحزب الدستور
الجديد على أنه الأمل فى الحفاظ على الثورة و أنه البديل الجيد للأخوان المسلميين
و هو بالفعل ما قام بتنفيذه كل من مجموعة البرادعى و 6 أبريل فى تصعيد الهجوم على
الأخوان المسلميين من خلال الأنترنت و الأعلام المرئي والسمعي حتى تم تهيئة المناخ
العام لظهور الحزب الجديد على أنه المنقذ للحياة السياسية فى مصر , لكن تبقي هناك
حقيقة ثابتة لنجاح أي حزب وهي القدرة على الأتصال و التواصل مع الجماهير و حمل
مطالبها و أعبائها و العمل على تلبيتها.........