منذ اللحظة الأولي اللتى توجه فيها أولا أبو اسماعيل الى ميدان العباسية
توقعت أن تتخذ الأحداث مسار المصادمات العنيفة بين الجيش و المتظاهريين وهو ما
نشاهدة اليوم على كل القنوات الأخبارية , وأكدت على ضرورة التمسك بميدان التحرير كقلب
نابض للثورة وعدم التوجة الي وزارة الدفاع
بالعباسية, لأن الكل كان يعلم أن هناك قوي متربصة أنتهزت الأعتصام والتظاهر فى العباسية اليوم وخلقت مصادمات عنيفة بين
الجيش والمتظاهريين واللتي ستكون لها تداعيات خطيرة فيما بعدعلى الحركات الثورية و
التيارات الأسلامية على حد سواء,الشئ الغريب أن الجاهل قبل العالم كان يعلم أن أي
محاولة لأقتحام وزراة الدفاع و الصدام مع الجيش هو بمثابة الخط الأحمر و الفخ الذي
سوف تستغلة (الثورة المضادة أو الطرف الثالث أو الأيادي الخفية أيا كان الأسم ) فى
تحقيق مخطاطاتها و أهدافها الدنيئة ومع ذلك أخذ أولاد أبو اسماعيل الراية و توجهوا
الي وزارة الدفاع رغم كل التحزيرات وهنا لا يجوز الدفع بالجهل أو عدم العلم بنتائج
هذا التحرك , و أنضم أليهم لاحقا 6 أبريل ومؤيدي البرادعي و شباب ماسبيروا و
العديد من الحراكات اللي لها مطالبها و أهدافها الخاصة بجانب مطلب تسليم السلطة ,و
بالرغم من أن كل التصريحات اللتي جائت على لسان لوؤات المجلس العسكري فى المؤتمر
الأعلامي بالأمس و اللتي توكد على الألتزام بميعاد تسليم السلطة لرئيس منتخب و
بالرغم من تأكيدهم على حق التظاهر السلمي علي مسافة كافية من محيط وزارة الدفاع ,
ألا ان هناك مجموعات أهدافها تتعارض مع ما سوف يتمخض عنه الألتزام بخارطة الطريق
لتسليم السلطة فأرادت التصعيد الى أقصي درجة مع الجيش و الضغط علية للتسليم الفورى
للسلطة و عدم الأنتظار حتي نهاية مايو الحالي . هذه المجموعات أعتقد أن لها
أتصالات خارجية دولية ,فأمريكا مثلا تكاد أن تكون على علم بهذا التصعيد بدليل أنها
قامت بالأمس بتحذير رعاياها بعدم الأقتراب من مناظق التظاهر هذا التحذير لة
دلالاتة علي قصة الأيادي الخفية اللتي تعبث بالأمن القومي المصري وعدم أستقرار
الأواضاع فى مصر, هذه الأيادي الخفية أرادت أن تظهر التيار الأسلامي بأنة المسؤل
الأول عن التصعيد الذي حدث اليوم امام وزارة الدفاع فلأول مرة نشاهد الرايات
السوداء الخاصة بتنظيم القاعدة تظهر على وسائل الأعلام و كأنها رسالة ضمنية من
التيار الأسلامي (أولاد أبو اسماعيل ) الى أمريكا ردا على الدور الأمريكي فى
أستبعاد الشيخ حازم ,وهو ماسوف يستغلة فيما بعد الأعلام الفاسد فى تصعيد الحملة
الهجومية على التيار الأسلامي , فتداعيات أحداث العباسية اليوم أعتقد أن الخاسر
الأكبر فيها سيكون التيارات الأسلامية وخاصة السلفية منها فالكل سوف يحملها ماحدث
اليوم مثلما حدث مع حركة 6 ابريل عندما توجهة لأول مرة لوزارة الدفاع , أيضا أحداث
اليوم تثير العديد من التساؤلات منها أيهما أهم الأنتماء و الولاء لشخص أم
الأنتماء و الولاء للوطن؟ , المصلحة الفردية الحزبية أم المصلحة الجماعية؟ , تمثيل
جموع المصريين أم تمثيل فكر حزبي؟ وغيرها العديد من التساؤلات,أيضا الحركات
الثورية الشبابية(أتلاف شباب الثورة و 6 ابريل و شباب ماسبيروا الخ ألخ ) سوف تفقد
الجزء المتبقي من رصيدها لدي الشعب المصري وهو الذي فطنت ألية حركة 6 أبريل جبهة
أحمد ماهر فقامت بأعلان أنسحابها من ميدان العباسية و ألقاء الكورة فى ملعب التيار
الأسلامي ,وأن كنت أعتقد أن أعلان الأنسحاب هذا لن يخلي مسؤليتها فى أحداث اليوم ,
وهو نفس الشئ مع جماعة الأخوان المسلميين وتصريح محمد غزلان اليوم بضرورة الأنسحاب
من ميدان العباسية والتوجهة الي ميدان التحرير .
أما الفائز الأكبر اليوم من تلك الأحداث فالطبع تأتي الثورة المضادة بكل
أدواتها فى المقدمة ومن بعدها مرشحي الرئاسة من الفلول الذين سوف يستفيدون كثيرا
من هذه الأحداث و توظيفها بشكل جيد فى الهجوم على التيارات الأسلامية من أجل خدمة
حملتهم الأنتخابية وكسب المزيد من أصوات الناخبيين, واللقاء الأخير اليوم بين عمرو
موسي و جون ماكين الأمريكي جاء فى أطار
التنسيق الأمريكي مع عمرو موسي ولما لا فالنيويورك تايم منذ 3 أشهر راهنت على عمرو
موسي فى كسب سباق الأنتخابات بالرغم من أن بريقة لم يلمع بالشكل المطلوب حينذاك .
وهناك فريق أخر سوف يستفيد من نتائج أحداث العباسية اليوم فى تصعيد هجومه على
التيار الأسلامي و أحزابة السياسية هذا الفريق يتمثل فى أحزاب التيار الليبرالي و
بالأخص حزب الدستور الجديد الذي سيستغل
هذه الأحداث فى الدعاية لحزب الدستور على أساس أنه حزب لكل المصريين ولا يمثل تيار
سياسي أو فكر ديني معين , وضرب شعبية حزب النور السلفي و الحرية والعدالة الأخواني
.
في النهاية و بالرغم من تداعيات الصدامات اليوم فى
محيط وزارة الدفاع فأني متفائل بأن الوضع سوف يستقر لأن الشعب و اقصد هنا الشعب
الذي نزل الى ميدان التحرير و ليس ميدان العباسية لدعم ضحايا أحداث العباسية و
التأكيد على الألتزام بميعاد تسليم السلطة وهو ما عكس بانة مازال متمسكا بثورتة وبتحقيق كل أهدافها.......
No comments:
Post a Comment