لقد تابعت جموع الشعب المصري و مختلف الأطياف
السياسية ومعهم العديد من الدول العربية و المجتمع الدولي عملية إختطاف الجنود
المصريين و كيفية تعامل الدولة المصرية مع تلك الإذمة . و الكل مترقب و منتظر طريقة
التعامل هذه و يأمل أن تنتهي هذه الأزمة بنتائج
تخدم أهدافه وتوجهاته الشخصية . لكن عملية
التحرير هذه حوت العديد من الدروس و
النتائج التي يجب أن نستفيد منها بصورة جيدة
. ويأتي في مقدمات الدروس المستفادة هنا أن محافظة سيناء بشكل عام تعاني من فراغ
كبير فهناك فراغ تنموي وهناك فراغ أمني و
أيضا هناك فراغ دعوي و دور مفتقد لمؤسسة الأزهر الشريف وباقي العلماء المصريين و
أيضا هناك فراغ هوية و إنتماء , هذا الفراغ بأشكاله المتنوعه أدي الي أن تكون
سيناء هي البيئة الخصبة لتجارة السلاح و المخدرات و الفكر المتطرف وبالرغم من
الأختلاف الفكري و الإيدولوجي بينهم إلي فأن العامل المشترك بينهم هو فقدان الهوية
و الأنتماء و إستخدام العنف ضد الدولة , و أصبح المواطن السيناوي يشعر بالدونية و
بانه مواطن درجة ثانية لأنة بالفعل لا يتمتع بجميع الحقوق و الإمتيازات التي يتمتع
بها باقي المواطنيين المصريين في مختلف المحافظات . ثأني الدروس المستفادة من عملية
تحرير الجنود تتمثل في كيفية إدارة الأزمة من قبل مؤسسة الرئاسة و الجيش و الإجهزة
الأمنية الأخري و التي ظهر فيها قدر كبير من الحرفية و المهنية و ضبط النفس فالحرص
علي حياة المخطوفين هو الهدف الأساسي لأي عملية تحرير رهائن وهو ما تحقق بالفعل هنا
, أيضا أظهرت العملية أن هناك تعاون جيد بين الجيش و المخابرات الحربية من جهة
وبين مشايخ القبائل السيناوية من جهة أخري وهنا يجب أن نشيد بدور المشايخ السيناويين
في عملية تحرير الجنود و أنا أعتقد بشكل شخصي أن المشايخ هم من تولوا عملية
الإتصال و الحوار بين الجيش وبين المختطفين . كما أثتبتت هذه العملية أنه مازال
الخير قائما في الجيش المصري كقوة ردع لكل من يفكر بالمساس بمصر و أمنها أو تهديد
حياة أبنائها.
وكما أشرت في
مقال سابق أن واقع الحال يقول أن الجماعات المسلحة في سيناء هناك من يراقبها و
يدعمها و يوظفها في تحقيق أهداف معينة و بالتأكيد هنا لا ننسي العدو الإسرائيلي و
جهاز الموساد الذي بمنتهي السهولة يستطيع أن يخترق تلك الجماعات و يوجهها حسبما
يشاء , فكما للمخابرات المصرية تواجد داخل أسرائيل لا نستبعد في المقابل تواجد
للموساد داخل مصر وخاصة سيناء .
و كالعادة فشلت المعارضة المصرية و خاصة
جبهة الأنقاذ في إستحقاقات الوطنية و خسرت الرهان في تلك العملية فهي كالعادة رفضت
دعوة الرئاسة للأنضمام الي الأجتماع مع باقي القوي السياسية لمناقشة تلك الأزمة و
كالعادة أسباب الرفض واهيه هايفة و لا ترقي لمستوي الحدث ولا ترقي لتفعيل مصلحة
البلد عن المصالح الشخصية و المكاسب السياسية .
وكالعادة فشل إعلام التسخين و الفتن في
توظيف حادثة أختطاف الجنود لتشوية صورة الرئيس مرسي ومن ورائة التيارات الإسلامية
و أيضا ظهر مراهقة و عدم نضوج الدعوات التي إستعجلت دخول الجيش المصري و أستخدام
قوة الردع العسكرية بغض النظر عن النتائج
أيضا ظهر أن الأهم في مثل تلك الأحداث هو إستخدام الشفافية
في التعامل معها و قطع الطريق أمام إستنتاجات وتحليلات النخب الأعلامية الفاسدة
No comments:
Post a Comment