مع إقتراب أنتخابات مجلس
الشعب القادمة تزداد وتيرة تحركات الأحزاب و القوة السياسية سعيا للدخول في
تحالفات من أجل تدعيم موقفها في هذه الأنتخابات وكالعادة فلعبة التحالفات
الأنتخابية تتميز بأنها معقدة الحسابات و التربيطات ومحكومة فقط بعدد المقاعد
المراد الوصول إليها من وراء تلك التحالفات , لكن التحالفات القادمة سوف تكون ذات
طبيعة خاصة لأنها تأي في أعقاب أنقسامات شديدة في الشارع السياسي , و الصراع بين
التيارات الليبرالية و التيارات الأسلامية فكلا التيارين يسعي للوصول للأغلبية علي
حساب التيار الأخر, لكن هذه التحالفات سوف تصطدم
بأختلاف التوجهات و الأيدولجيات لكل حزب و كل فصيل سياسي و أيضا نسبة
التواجد لتلك الأحزاب في الشارع المصري و قاعدتهم الجماهيرية, فمثلا هناك أختلاف
في التوجهات السياسية بين قوي التيارات الليبرالية , ونفس الحال يوجد بين الأحزاب
ذات المرجعية الأسلامية , فمثلا لو نظرنا الي جبهة الأنقاذ نجد أن هناك إختلاف بين
التيار الشعبي و حزب الدستور وأختلاف بين الوفد وبين بقايا جبهة التغيير و كذلك
أختلاف بين كل هؤلاء وبين حركة 6 أبريل ذات الأيدلوجية الثورية ( في حالة قبولها
التحالف معهم و المعلق علي تطهير جبهة الأنقاذ الوطني من الفلول ) وأيضا هناك
أختلاف بين حزب مصر القوية وبين بقية الأحزاب الليبرالية. و التيار الليبرالي كما
سبق و أن قلت سيدخل هذه الأنتخابات وهو يعاني من أثار وتداعيات الخطأ السياسي الذي
ارتكبة عندما تعاون و وضع يده في يد فلول ورموز النظام السابق في أزمة الأعلان
الدستوري قبل الأخير و دعوات الزحف نحو قصر الأتحادية وما نتج عن هذا الزحف من
مصادامات و أعمال عنف.
أما علي جانب الأحزاب
الأسلامية فالأختلاف موجود ووضح هذا الإختلاف في العدد الكبير الموجود الأن علي
الساحة السياسية من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية هذا التعدد في الأحزاب
الأسلامية بكل تأكيد سوف يؤثر علي نصيب كل حزب من مقاعد مجلس الشعب القادم فعلي
سبيل المثال أتوقع أن يحتفظ حزب الحرية والعدالة بصعوبة بنفس موقعة في المقدمة لكن المركز الثاني سيشهد منافسة عنيفة بين 4
أحزاب هم حزب الوطن ( حازمون و عماد عبد الغفور ) وحزب البناء والتنمية ( الجماعة
الإسلامية ) وحزب النور ( الدعوة السلفية ) بالإضافة الي القائمة الموحدة الخاصة
بجبهة الأنقاذ الوطني وهنا أود أن أوضح أمرين مهمين الأمر الأول يتمثل في الحيرة
التي سيواجها أتباع التيار السلفي في الأختيار مابين الأنتماء للفكر والمنهج
السلفي المتمثل في الدعوة السلفية و زراعها السياسي حزب النور ومابين الأنتماء الي
شخص وفكر الشيخ حازم اسماعيل وحركة حازمون وحزبهما الجديد حزب الوطن بالتعاون مع
عماد عبد الغفور رئيس حزب النور سابقا هذا الأنقسام بالتأكيد سوف يؤثر علي فرص حزب
النور السلفي في الأحتفاظ بالمركز الثاني . وهنا يجب ملاحظة شئ هام ( حتي لا يحمل
الكلام أكثر مما يحتمل ) هو أننا كمسلمون فأننا سلفيون بطبيعة الحال لأننا نأخذ عن
الرسول صلي الله علية وسلم وعن الصحابة و التابعين لكن عندما أتكلم عن السلفية هنا
فأني أقصد كيان وتنظيم قائم بذاتة لة تشكيلة وهيكلة التنظيمي مثل الدعوة السلفية و
الجمعية الشرعية و حركة حازمون حاليا . و بالرغم من صعوبة قيام تحالفات بين
الأحزاب الإسلامية إلا أن إمكانية التنسيق فيما بينها لدعم مرشحينهم في الدوائر الإنتخابية المختلفة هي
أمكانية قائمة وبشكل قوي لهذا فصعوبة التحالف تقابلها في نفس الوقت سهولة التنسيق
فيما بينهم , و احزاب التيار الإسلامي مجتمعين من المتوقع أن تحصل علي أغلبية في
البرلمان القادم ولكنها أغلبية ليست بنسبة كبيرة كما حدث في الأنتخابات السابقة و
بشكل شخصي أتوقعها من 57 % حتي 65 % من أجمالي عدد المقاعد
الأمر
الثاني يتمثل في أن التيار الليبرالي بشكل عام و جبهة الأنقاذ الوطني بشكل خاص
تسعي للأغلبية في المجلس القادم حتي تسطيع أن تزيح أو تحد من تواجد الأخوان
المسلمين في السلطة و تضمن عدم رجعوهم في الفترة الرئاسية الثانية و أيضا من أجل
إمكانية تعديل مواد الدستور الجديد بما يحقق رؤيتهم الخاصة في مواد الدستور , لكن
الليبراليون ستواجهم صعوبة في الوصول لتلك الأهداف منها التواجد الضعيف للتيار
الليبرالي و لجبهة الأنقاذ الوطني في الدوائر الأنتخابية في الصعيد و في بعض مناطق
الأرياف في الوجه البحري بالإضافة الي
تعاونهم الأخير مع الفلول في مواجهة الأعلان الدستوري قبل الأخير وهو ما سوف يصب
في مصلحة الأحزاب ذات المرجعية السلامية و أيضا سيستفاد منة المستقلون الذين لا
يحسبون علي التيارات الليبرالية ولا الإسلامية.....
No comments:
Post a Comment