أن ما تشهده الساحة السياسية الأن في مصر من صراع بين الدولة العسكرية و
الدولة المدنية و الصعوبات الموجوده أمام التحول الديمقراطي من النظام العسكري الي
النظام المدني مابين معارض و مؤيد أدخل البلد في حالة غريبة من فقدان البصيرة
بالرغم من وضوح الرؤية و المشهد , وأصبحنا نجد حالة غريبة و فريدة من نوعها نجد
ألة أعلامية هدفها الأول هو أسقاط رئيس الجمهورية وتضليل الناس , أصبحنا نري حالة
فريده من تسييس القضاء شاهدنا سلطة قضائية
تتغول و تبطش علي السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية ,وجدنا مفهوم جديد للممارسة
الديمقراطية في مصر متمثلا في الديمقراطية المشروطة والمقيدة . وجدنا تفسيرات عده
لمفهوم الوطنية و الولاء و الأنتماء للوطن فالكل يمارس الوطنية من منظور شحصي وليس
من منظور جماعي هذا المنظور الشخصي في النهاية تبلور في أتهامات متبادلة بالعمالة
و الخيانة بين جميع اطراف المشهد السياسي . رأينا برلمانيين يتخلون عن حقهم الأصيل
في ممارسة التشريع بسبب هوي شخصي وحقد لمؤسسة الرئاسة , رأينا من كان سابقا يتشدق
بالشرعية الثورية رأيناة اليوم يطالب المجلس العسكري بالأنقلاب علي الرئيس , رأينا
مثقفين من النخبة وكبار القضاة يصفون مهاطيل الأعلام بأسمي صفات الوطنية و الولاء
و الأخلاص , رأينا كثيرا من الأفواه اللتي كانت مككمة ومستعبده في الماضي واللتي
تذوقت طعم الحرية علي يد ثورة 25 يناير رأيناها اليوم تبس السموم حول الثورة
والثوار وكل من شارك في الثورة , نشاهد اليوم أجهزة الدولة ولأول مرة تعمل علي
إفشال البرنامج الأنتخابي لرئيس الدولة المنتخب ,رأينا ورأينا وسوف نري الكثير مادام
هناك فساد متغلغل في جميع أجهزة الدولة.
إن مايحدث اليوم و بإيجاز شديد هو سيناريوا منظم لطمس الحقيقة و إظهار
الباطل و إزهاق الحق و الهدف واضح وجلي للجميع لكننا لغرض ما في أنفسنا نتجاهل
وضوح المشهد السياسي الأن و المتمثل في أفشال التجربة الديمقراطية برمتها و القضاء
علي مفهوم الدولة المدنية و التأكيد علي أن النموزج الأمثل هو قيادة عسكرية تتطبق
مفهوم الدولة المدنية من وجهة نظرها الخاص , فكل ما يحدث الأن من هجوم علي الرئيس
المنتخب و مؤسسة الرئاسة ماهو إلا تجسيد
واقعي لهذا الهدف بالرغم من كل المحاولات الجيدة اللتي يبذلها مرسي سواء علي
المستوي المحلي أو الدولي وهي عديدة لا يسع المجال لذكرها لكن سأختص بالذكر
واقعتين , الواقعة الأولي هي عودة مصر مرة
أخري الي العمق الأفريقي الذي أهملناه
مايقرب من عقدين وهو ما لاحظناه في كلمة مرسي في المؤتمر الأخير لدول الأتحاد
الأفريقي في أثيوبيا و الواقعة الثانية وهي خاصة بقضية طالما عاني منها المواطن
المصري في الخارج وهي قضية حفظ كرامة المواطن المصري خارج مصر وتجسدت هذه القضية
في تدخل مؤسسة الرئاسة لتحرير الصحفية شيماء عادل اللتي كانت محتجزة لدي السلطات
السودانية وحرص الرئيس علي عودتها معه علي الطائرة الرئاسية , هذه القصة بالرغم من
بساطتها إلا أنها تحمل رسالات عده الي باقي دول العالم في التعامل مع المواطنيين
المصريين المغتربيين و أنا علي يقين أن معظم الدول ستعي هذه الرسالة جيدا وعلي
يقين أيضا أن الأعلام الغبي أياها سيفهم هذه الرسالة بشكل معاكس لها وسوف يفسرها
علي أنها نوع من البروباجندا الأعلامية فقط , ما علينا
الشئ المهم هنا أنه بالرغم من كل محاولات التضليل والتشوية و قلب الحقائق
اللتي يقوم بها الأعلام و بالرغم من التاييد و الدعم الواضح من القضاء للمجلس
العسكري فأن كل ذلك لم يمنع الشعب المصري في تمسكة بحقة في التحول الديمقراطي من
الدولة العسكرية الي الدولة المدنية و هو مافهمه الشعب جيدا و
ايضا هو نفسة مافهمه المجتمع الدولي و رغبتة في
دعم هذه التحول وهو ما عكستة الزيارة الأخيرة لهيلاري كلينتون في مقابلتها مع كل
من مرسي و المشير طنطاوي.........
No comments:
Post a Comment