ان ما حدث اليوم امام مجلس الوزراء ومنطقة القصر العينى من تشابك بين المعتصميين و الشرطه العسكرية و بعض المدنيين هو بطبيعة الحال متصل بأحداث شارع محمد محمود الأخيرة من حيث من يقف وراء تلك الأحداث و من حيث أهدافها و من يلتفت الى الوراء منذ بدأ الأستفتاء على التعديلات الدستورية و اللتى قسمت الشارع السياسى الى المصرى الى تيارين أحدهما أسلامى و الأخر ليبرالى و كل تيار ورائه من يدعمه من أحزاب و حركات سياسية . وكان من نتائج التقسيم هذا ظهور فكرة البرلمان الأول(ويدعمها معظم التيارات الأسلامية ) ولا الدستور الأول ( و يدعمها معظم التيارات الليبرالية وبعض القوى الشبابية ) هذا الأنقسام أوصلنا لمرحلة صراع شديد بين من يقف وراء هاتين الفكرتيين فالأسلاميين رأوا سرعة الدخول الى العملية الديمقراطية و اللتى تبدأ بالأنتخابات و اللتى أيضا راهن عليها المجلس العسكرى أما التيار الليبرالى و بعض قوى الشباب تمسكوا برأيهم المتمثل فى تسليم البلد الى مجلس مدنى أو حكومة انقاذ وطنى و تاجيل الأنتخابات ووضع دستور قبل الأنتخابات وذلك بسبب قلقهم الشديد من سيطرة الأسلاميين على البرلمان القادم و بالتالى سيطرتهم على طبيعة الدستور القادم
ولما الشعب المصرى قال كلمته المتمثلة فى سرعة اتمام العملية الديمقراطية و نزل بإقبال تاريخى على الأنتخابات مما أحرج من طالب بتأجيل الأنتخابات وتنحى المجلس العسكرى وتسليم الحكم الى حكومة انقاذ وطنى و أنهم يمثلون الشعب المصرى بأكملة فى تلك المطالب , أضف الى ذلك أحساسهم بان الشعب المصرى بدأ يتعاطى بشكل إيجابى مع حكومة كمال الجنزورى و اللتى هم فى الأصل غير معترفيين بها و يريدون أسقاطها بأى وسيلة حتى يستبدلوها بأسماء بعينها بالرغم من عدم وجود توافق شعبى على تلك الأسماء, لذا فبعد فشل أحداث شارع محمد محمود الأخيره كان لابد من إيجاد حدث أخر تستطيع تلك القوى و الحركات من خلاله تمرير مطالبها اللتى فشلت فى تحقيقها سابقا و المتمثلة فى تنحى المشير طنطاوى و المجلس العسكرى و تسليم الحكم الى مجلس وطنى ينفردوا هم بتشكيلة بالأضافه الى أسقاط حكومة كمال الجنزورى اللتى بدأت تحظى بنوع من الدعم الشعبى لها , واستبدالها بحكومة هم من يقوموا بتشكيلها . فجاء هذا الحدث المتمثل فى أحداث أشتبكات مع الجيش و الأمن المسؤليين عن تامين مقرى مجلس الوزراء و مجلس الشعب ضدد اى محاولات أقتحام قد يقوم بها المعتصمون هناك و أستغلال يوم الجمعة حيث الكثافة الجماهيرية فى الشوارع و و أيضا من حيث دلالة و رمزية يوم الجمعه عند المصريين و ارتباطها بالمظاهرات المليونية .
وكان ما نراه اليوم من تلك الأشتبكات بين المعتصميين و رجال الأمن و الكثير من المندسين واللتى نتج عنها قتلى و جرحى وهدم أسوار مجلس الوزراء فى محاولة لأقتحامة . ولكى نعرف من يقف وراء تلك الأحداث يجب علينا أن نعلم نتائج تلك الأحداث و اللتى من أهمها أستمرار حالة الفراغ السياسى و فراغ السلطه فمنصب الرئيس معطل و البرلمان معطل و الحكومة شبه معطلة مما يعنى الدخول فى حالة من الفوضى السياسية , أيضا هذه الأحداث قد يقصد منها التأثير على سير العملية الأنتخابية خاصة بعد ظهور أن البرلمان القادم سيغلب علية التيار الأسلامي بالرغم من أن الشعب هو صاحب الحق فى أختيار من يمثلة ووفقا لمعايير الديمقراطية . و من النتائج المتوقعة أيضا هو أسقاط حكومة الجنزورى و الضعط على المجلس العسكرى للتنحى . لكن تظل هناك نتيجة مهمه من وراء تلك الاحداث وهى تشوية صورة الثوار أمام الشعب المصرى و بالتالى الحد من الدعم الشعبى للثورة و أهدافها ...... وكل لبيب بالأشارة يفهم .....
No comments:
Post a Comment