الفوضي الخلاقة
ببساطة هي تهيئة الظروف و الملابسات من أجل الوصول إلي حدث ما ثم العمل بعد ذلك
علي توظيف نتائج هذا الحدث من أجل تحقيق أهداف , و إذا نظرنا الي المشهد السياسي
في مصر بعد أندلاع الثورة نجد أن نظرية الفوضي الخلاقة بمفهومها السابق تنطبق بشكل
كبير فالمعارضة المصرية و من بعدها جبهة الإنقاذ ومن يساعدههم من الجهات الخارجية دائما
ما يقوموا بتهيئة الظروف و الدعوة الي
مليونات من أجل الوصول الي أعمال عنف من أجل أن يكون هناك صدام مع مؤسسة الرئاسة
ثم يقوموا بعد ذلك بإستغلال نتائج هذه الصدام من أجل المطالبة بتحقيق الهدف الأبدي
والرئيسي لهم و المتمثل في إسقاط الرئيس مرسي وتشكيل مجلس مدني للحكم أو حتي
المطالبة بعودة حكم العسكر وهو ما ظهر صراحة في التصريحات الأخيرة لقيادات جبهة
الأنقاذ سواء حمدين أو البرادعي أو البدوي وهو ما يظهر أذدواجية واضحة و أنفصال في
الشخصية لدي هذه الجبهة فهم في البداية طالبوا برحيل العسكر وها هم الأن يطالبوا
بحكم العسكر.
وعلي مدار الفترة
الأنتقالية السابقة فأن قيادات الجبهة لم تتواني عن السعي في سبيل تهيئة الظروف من
أجل التصعيد فدائما ما نجد البرادعي و حمدين يطالبون بمقاطعة التعديلات الدستوية و
مقاطعة اللجنة التأسيسية و مقاطعة الأعلان الدستوري الأخير ومقاطعة الإستفتاء علي
الدستور وعدم المشاركة في الأنتخابات القادمة و أخيرا أستخدام أخر شئ في جعبتهم وهو الدعوة الي العصيان المدني , فهم قأموا
بإستغلال الأوضاع في في مدن القناة وخاصة في بورسعيد وغضب الأهالي هناك بسبب وقوع
ابنائهم قتلي في أحداث العنف الأخيرة الناتجة عن حكم 26 يناير الخاص بمذبحة أحداث
أستاذ بورسعيد ونراهم الأن يجاهدون من أجل مد رقعة العصيان المدني لتشمل محافظات
أخري حتي أنهم يلجأون الي فرض العصيان المدني بالقوة و البلطجة فيقومون بأغلاق
مؤساسات حكومية ( مجمع لتحرير – مبني الجمرك في بورسعيد ) ويجبرون الموظفين علي
ترك العمل ولا يسمحون لهم بأداء أعمالهم , ويحضرني هنا تصاريح قيادات جبهة الأنقاذ
بأن الغالبية العظمي من الشعب المصري أميين و عندهم جهل سياسي لكن أريد أن أقول أن
الأمية و الجهل الحقيقي يتمثل في عدم قدرة قيادات جبهة الأنقاذ علي فهم طبيعة و
تركيبة سمات الشخصية المصرية والتي بطبيعة الحال تتعارض مع فكرة ومفهوم العصيان
المدني لما ينطوي علية إضرار بالمصالح العامة و وزيادة تدهور الوضع الإقتصادي وهو
ما لاترتضية الغالبية العظمي من المصريين . و الجبهة هنا تعمل بكل طاقتها لكي تمد
رقعة العصيان المدني خارج بورسعيد وذلك لأجبار الجيش علي التدخل و فرض سياسة الأمر
الواقع وعزل الرئيس المنتخب وذلك بعد فشل محاولات جبهة الأنقاذ المستميتة من أجل
الوقيعة بين الرئاسة و المؤسسة العسكرية تارة بنشر الإشاعات عن نية مرسي إقالة
وزير الدفاع السيسي وهو ما كذبة مرسي في لقائة مع ممدوح الليثي بالأمس وتارة
اشاعات عن وجود حالة تذمر بين صغار قيادات الجيش و تارة بترويج أشاعات عن خلافات
بين المخابرات و بين الرئاسة وغيرها الكثير من نوعية هذه الإشاعات اللتي هدفها حس المؤسسة
العسكرية علي الإنقلاب علي مرسي .
خلاصة القول أن المعارضة المصرية وجبهة الأنقاذ
فشلت في إستحقاقات التجربة الديمقراطية بل أنقلبت علي ما أفرزتة تلك الإستحقاقات
من نتائج , فهي تحاول بكل الطرق أن تبعد عن الإرادة الشعبية بكل الطرق تبعد عن صناديق
الأنتخابات , لذا فهي تريد تحقيق أهدافها عن طريق أخر وليس طريق الديمقراطية طريق
الشرعية .....